محمد بن عبد الكريم الخطابي

   

    

 -نشأة  محمد بن عبد الكريم الخطابي

ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي عام 1882 في بلدة أجدير قرب مدينة الحسيمة شمال المغرب ينتسب إلى قبيلة بني ورياغل .اشتهر بين الريفيين بـ مولاي موحند أو عبد الكريم الخطابي نسبة إلى والده عبد الكريم الخطابي  الذي كان قاضي القبيلة. حفظ محمد القرآن في سن مبكرة،ثم أرسله والده إلى جامعة القرويين في مدينة فاس لدراسة العلوم الشرعية واللغة .

- حياته السياسية

بعد تخرجه  ذهب  إلى مدينة مليلية و زاول بها مهنة التدريس لفائدة الساكنة المسلمة بالموازاة مع عمله  في تحرير جريدة تلغراف الريف . الشئ الذي ساهم في تكوين شخصيته السياسية والقياديةبعد فرض إسبانيا نظام الحماية على شمال المغرب، رفض والد الخطابي الخضوع للإسبان، فعزلت إسبانيا الخطابي الابن عن القضاء وسجنته نحو سنة   وفي هذه المرحلة، تولد لدى الخطابي وعي وإحساس بالاضطهاد الاجتماعي والسياسي الذي كان يولده الاستعمار لدى المغاربة. ولما أطلق سراحه وجد أباه يعد لمقاومة الاستعمار الإسباني لكن الموت عاجله عام 1920، فخلفه وهو في التاسعة والثلاثين في زعامة القبيلة وإكمال ما بدأه .

- مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي 

بدأ الاسبان بالتغلغل في شمال المغرب لأجل الاستولاء على السواحل الشئ الذي أثار حفيظة محمد بن عبد الكريم الخطابي و هدد الاسبان بعدم اجتيازهم < وادي أمقران > و إلا سيتصدى لهم لكن الاسبان  قرروا غزو المنطقة ساخرين من تهديدات عبد الكريم الخطابي و مستصغرين من شأئه و عدته الحربية

بدأ  الجيش الاسباني بالتقدم و توجه الى منطقة أنوال للسيطرة عليها لكن الخطابي حال دون ذلك بعد أن  قاوم مقاومة شرسة و جهادية هو وجنوده .وهناك نشبت معركة أنوال الخالدة التي انتصر فيها الريفيون انتصارا خلده التاريخ. 

انسحب على إثر ذلك الاستعمار من منطقة الريف وأجبرت القوات الإسبانية على مغادرة إقليم جبالة كله والتراجع إلى السواحل. وأعلن الخطابي حكومة خاصة بمنطقة الريف في 18 سبتمبر 1921 .


معركة أنوال
معركة أنوال 


انزعج الاستعمار الفرنسي من الواقع الجديد في منطقة الريف فقرر التدخل لمصلحة الإسبان، لخشيته من أن يكون نجاح ثورة الخطابي بمثابة وقود للمغاربة في باقي المناطق وللثورات في شمال أفريقيا كلها ضد الاستعمار فتدخلت فرنسا بمساعدة من اسبانيا عسكريا  و قاوم الخطابي العمليات العسكرية للفرنسيين والإسبان ببسالة وقوة، فاستعانوا بإمدادات عسكرية هائلة وحاصروه وأنهكوه بالقنابل غير التقليدية، فاستسلم عام 1926 خوفا من سقوط مزيد من الشهداء واستمرار القتل.

- نفي محمد بن عبد الكريم الخطابي

أعلن محمد بن عبد الكريم الخطابي عن تخليه عن مشروع جمهورية الريف ونادى باستقلال كامل التراب المغربي، فنفاه الاحتلال الفرنسي مع عائلته وبعض أتباعه إلى جزيرة "لارينيون" النائية في المحيط الهندي.

بعد عشرين عاما وفي سنة 1947 تقرر نقله إلى فرنسا، وأثناء نقله توقفت الباخرة في ميناء بورسعيد المصري واستطاع بعض المغاربة زيارته واقترحوا عليه طلب اللجوء السياسي من الملك فاروق الذي استجاب له رغم احتجاج السفير الفرنسي بمصر

بقي في مصر مع عمه عبد السلام وعائلاتهم حتى وفاته  في الأول من رمضان 1382 للهجرة الموافق 6 فبراير/شباط 1963 بالقاهرة ودفن فيها في مقبرة الشهداء.


محمد الفاضل ابن عاشور في ضيافة الأمير عبد الكريم الخطابي
محمد الفاضل ابن عاشور في ضيافة الأمير عبد الكريم الخطابي


 ثورة عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الفرنسي و الاسباني في المغرب جعلته احد اكثر الشخصيات الهاما  حيث الهمت قصة   ثورته  القائد  تشي  جيفارا .

ليست هناك تعليقات