الروكي بوحمارة المتمرد الذي نصب نفسه سلطانا



هو الجيلاني بن عبد السلام بن إدريس اليوسفي الزرهوني، وسبب تسميته ببوحمارة، هو إمتطائه الدائم للحمار و دعوة الناس الى التمرد ضد السلطان واصفا نفسه أنه السلطان المقصي من ولاية العهد .ولقب أيضا بالروكي لأنه كان يسعى الى إقامة حكومة جديدة ونصب نفسه سلطانا دون انتماء حقيقي للسلالة الملكية  .

بفضل ذكائه ودهائه، تمكن الروكي بوحمارة من  تضليل الناس و إقناعهم بالتمرد ضد سلطان المغرب  مستغلا في ذلك الظروف التي كان يمر بها المغرب لصالحه من أجل السيطرة على الحكم حيث صور السلطان والقصر على أنهم متمردين وأن الجيش يخدم الكفار، و أنه هو محمد بن الحسن الأول الوريث الشرعي للعرش . 

و عندما أحس الزرهوني باشتداد عوده استغل علمه بالواقع السياسي المغربي حين زعم أنه مولاي محمد ابن الحسن الأول، في الوقت الذي كان مولاي محمد الحقيقي سجينا لدى أخيه السلطان مولاي عبد العزيز. حيث شرع بإقامة الثروة لعزل السلطان .

ثورة بوحمارة 

انطلقت ثورة الجيلالي بن إدريس الزرهوني الملقب ببوحمارة  سنة 1902 من العاصمة فاس ليمرد الشعب على السلطان عبد العزيز، من أجل السيطرة على الحكم، ، بعد ذلك اتجه إلى تازة، وفي تلك الفترة واجه الجيش الحكومي في عدة معارك انتصر فيها بوحمارة وكبَّد الجيش السلطاني خسائر كبيرة، أثرت  على المجتمع المغربي وهيبته الخارجية وسيادته الداخلية.

بعد الانتصار استقطب الروكي بعض القبائل التي توجد في وسط المغرب وشماله وشرقه، مستغلا إحساس الشعب بثقل  الضرائب التي فرضت عليه لأداء الدين الذي اقترضته الإيالة من فرنسا، وسيدفع هذا الاقتراض المغرب إلى تقديم مجموعة من التنازلات والقبول بفرض سياسة الحماية على المغرب في مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906، لتشتد ثورة بوحمارة قوة وتمركزا في مناطق تازة مرورا بمدينة وجدة إلى أن اتخذ قصبة سلوان عاصمة لحكمه.

انهزامه واعدامه

بعد سنة من ثروة بوحمارة عزل السلطان عبد العزيز من طرف أخاه مولاي عبد الحفيظ سنة 1907  ثم بايعه أهل فاس سنة 1908  وكان لمبايعة المولى عبد الحفيظ بدل أخيه عبد العزيز، أثر واضح على ثورة الروكي، وتبعا لذلك أعلن الشريف أمزيان حربه على بوحمارة، الحرب التي سينتج عن انتصاره فيها، فصل قبائل الريف الكبرى تمسامان وتافريست عن الروكي ومبايعة السلطان الجديد، ما جعل بوحمارة بمعية قائده الجيلالي يشنون حربا على جبهات متعددة، وأغاروا على تمسامان، وفرضوا عليهم الجبايات وأعاد سلطته عليها، لكن قبائل أخرى مثل بني ورياغل كانت تهيئ في الخفاء بيعة للمولى عبد الحفيظ، مرفقة برسالة تطالبه بالتدخل وتعيين قواد مخزنيين جدد، فهاجم بني ورياغل في خطوة كانت بمثابة بداية نهايته، وهزم هناك شر هزيمة، وتراجع إلى سلوان، بعد أن تبرأت منه كل القبائل.


في هذه الظرفية كانت إسبانيا تراقب الوضع بعدما أبدت في البداية مساعدة لبوحمارة حين منعت الجيوش المخزنية من الإنزال بمليلية، تاركة إياها تنزل بـ"بوعارك" ذي المرفأ الطبيعي الصعب، وقام الجنرال مارينا ببعث برقية لحكومته يقول فيها، إن أمزيان يتزعم ثورة إسقاط بوحمارة، وتأكد رهان إسبانيا الخاسر حين هاجمت القبائل الريفية في الثامن من أكتوبر العمال الإسبانيين في "معمل ويشن".


كان للشريف أمزيان دور سياسي وتعبوي آخر غير الدور العسكري، فقد جمع إليه خمس عشرة قبيلة، واجتمع بزعمائها ليقرروا محاصرة سلوان والقبض على بوحمارة، وبدأ الحصار أواخر أكتوبر ليستمر إلى متم نوفمبر، حيث سيطلب الروكي من أمزيان السماح له بمغادرة سلوان في اتجاه الضفة الأخرى من نهر ملوية، وبعد مرور شهرين على هربه ألقي القبض عليه من طرف جنود المولى عبد الحفيظ، يوم 21 غشت 1909 وأعدم بفاس يوم 13شتنبر. ورميت جثته ضواحي مدينة فاس وانتهت بذلك أخطر ثورة في تاريخ المغرب  حيث ساهمت في إضعاف قوة المخزن وتكبد خسائر مادية ومعنوية أسفرت عن توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس1912


هناك تعليق واحد: