معركة الزلاقة المعركة التي أنقذت الأندلس من السقوط
معركة الزلاقة أو معركة سهل الزلاقة (يوم الجمعة 12 رجب 479 هـ / 23 أكتوبر 1086)، تعتبر إحدى أبرز المعارك الكبرى في التاريخ الإسلامي.حيث استطاع فيها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين قائد المرابطين بمساندة الجيش الأندلسي بقيادة المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية إلحاق هزيمة كبيرة بجيش ألفونسو السادس ملك قشتالة وليون.
أسباب المعركة
وقعت المعركة بعد تدهور أحوال الأندلس، والتي أدت لخضوع ملوك الطوائف لسلطة ألفونسو السادس ودفع الجزية له، وانتهت هذه الحالة بسقوط طليطلة في يد ألفونسو وجيشه قبل عامٍ واحد من معركة الزلاقة. على إثر ذلك، قام أهل الأندلس وأمراؤهم بإرسال سفارات ورسائل للأمير يوسف بن تاشفين تستنجده وتطلب منه الغوث والنصرة، فاستجاب لهم وعبر البحر بجيش المرابطين لنصرة مسلمي الأندلس.
استنجاد أهل الأندلس بالمرابطين
كان في ذلك الوقت يوسف بن تاشفين يتجاوز 70 عاماً. نزل بجنوده مدينة الجزيرة الخضراء، بعدما تبادل المراسلات مع ألفونسو، حين دعاه للإسلام أو الاستسلام ودفع الجزية، وحين رفض ألفونسو عَبَرَ ابن تاشفين وجنوده البحر ووصلوا الأندلس.
استمرّ حشد الجيوش من الجانبين، انضم بعض ملوك الطوائف لابن تاشفين، ومن ناحية أخرى أرسل ألفونسو يستدعي كامل جيوشه للتجهُّز للمعركة الفاصلة التي ستغيِّر تاريخ الأندلس، معركة الزلّاقة، التي دارت عام 479 هـ – 1086م.
معركة الزلاقة
تم الاتفاق بين يوسف بن تاشفين وألفونسو السادس على أن تكون المعركة في يوم الإثنين، ولكن ألفونسو بحسب رأي المؤرخ الألماني يوسف أشباخ: «كان يرى وفقًا لمبدأ ذميم، أنه يحق له أن يلجأ في الحرب إلى كل خدعة، وأن ينكث بالعهد المقطوع، فيقاتل قبل اليوم المفروض ليفاجيء العدو، وليتمكن من هزيمته، ومن ثم فقد اعتزم أن يلجأ إلى مثل هذه الخدعة، وأن يختار للقتال يوم الجمعة وهو يوم المسلمين»، ولكن المسلمين لم يدخروا وسعًا في التحوط ضد أي مفاجأة، وارتابوا في نيات ملك قشتالة، فأكثروا العيون حول معسكر ألفونسو، وبثوا طلائع تترصد حركة جيشه، واستمر الحالة على ما هي عليه حتى سحر يوم الجمعة 12 رجب 479 هـ الموافق 23 أكتوبر 1086، فارتدت الطلائع إلى المعتمد بن عباد، يخبرونه أنهم سمعوا ضوضاء الجيوش واضطراب الأسلحة متحققين من تحرك ألفونسو.
التأم الجيشان في الزلاقة ، وقاد ابن تاشفين جيوش المسلمين المؤلفة من الفيالق الصحراوية المرابطية والكتائب الأندلسية .و وضع خطّته المُحكمة على ثلاث مراحل، وقسّم الجيوش لثلاثة جيوش، ما استطاع من خلاله استخدام عنصر المفاجأة لجيش ألفونسو، فقد شعر ألفونسو بأن النصر قريب بعدما استطاع أن يوقع العديد من الخسائر المادية والبشرية في صفوف مقدمة جيش المرابطين الذي كان بقيادة ملك إشبيلية المعتمد بن عبّاد وداؤود بن عائشة وهو أحد قادة جيش المرابطين المشهورين.
كان عنصر المفاجأة عندما نزل ابن تاشفين أرض المعركة، مع نخبة الجيش المرابطيّ وحرسه الخاص الذي كان يبلغ حينها 4 آلاف مقاتل أشدّاء، هجموا من الخلف على معسكر ألفونسو، فأصبح ألفونسو محاصر بين جيش المعتمد بن عباد وجيش ابن تاشفين، وقد أصيب ألفونسو إصابةً بالغة في فخذه ظلّ يعرجُ بسببها طوال عمره.
حسب بعض الروايات فقد استطاع ألفونسو الهرب بخمسمئة فارسٍ فقط من إجمالي 80 ألف مقاتل دخل بهم المعركة، بالطبع لم يقتلوا جميعاً، فبعض المصادر المتوافرة تشير لحوالي 24 ألف قتيل، عاد ألفونسو منهزماً، فرفع الحصار عن كبريات الدويلات المسلمة في الأندلس، وتراجع كثيراً، حينها فقط عاد يوسف بن تاشفين للمغرب لأنّ وليّ عهده توفي في المغرب ,
معركة الزلاقة |
إستطاعت معركة الزلاقة تأجيل موعد سقوط الأندلس 4 قرون أخرى قبل أن يسلم أبو عبدالله الصغير غرناطة بعد صلح عقده مع فرناندو في تاريخ 25 نوفمبر 1491 (21 محرم 897 هـ) يقتضي بتسليم غرناطة وخروج أبو عبدالله الصغير من الأندلس .
التعليقات على الموضوع