صومعة حسان و جمال العمارة المغربية

 




يعتبر صومعة حسان من أهم المباني التاريخية العريقة الموجودة في مدينة الرباط والتي هي عاصمة المملكة المغربية، وشيدت الصومعة في عصر دولة الموحدين، عام 1195 ميلادي/593 هجري.وبالتحديد في عهد السلطان المغربي يعقوب المنصور الموحدي (1160- 1199)، والذي وصف عهده بـ "الذهبي"، نظرا لإنجازاته العظيمة في الدولة الموحدية. لكن أشغال بناء المسجد ، ولم تكتمل  حيث توقفت بعد وفاة يعقوب المنصور عام 1199.


أصل التسمية


تعتبر "صومعة حسان" جزءا من "مسجد حسان" الذي سمي نسبة إلى قبيلة تدعى "بنو الحسان" كانت تستوطن إقليم الرباط في ذلك الوقت.

مواد بناء صومعة حسان 

تتكون مواد بناء صومعة حسان من مختلف المواد التي تشكل عادة البناء الأندلسي المغربي، كالحجر الرملي والآجر والحجر المنحوت والجص الذي كان يحتوي على قدر وافر من الجير ثم الرخام والخشب. وكانت تحادي سور القبلة عدة أبراج للزينة ولحفظ التوازن في آن واحد.


مواصفات صومعة حسان


تتميّز صومعة حسان بشكلها المربع، وطولها المرتفع، حيث يبلغ طولها أربعة وأربعين متراً، ويوجد بها درجات عدّة تؤدّي بالزائر إلى الأعلى، وتشتمل الصومعة على عدد من الأعمدة المصنوعة من الرخام، شكلها دائري، ومنحوت بطريقة جذابة، وجميلة، إضافة إلى وجود عدد من النوافير المزيّنة بالرسومات الإسلامية، والتي تعكس روعة، ورقيّ الفنّ المعماري المغربي، وللصومعة بابان، أمام كلّ منهما فارس من المغرب يلبسان الزي التراثي المغربي، ويعتليان حصانين، ولها حديقة مليئة بالزهور، والأشجار، وتطلّ الصومعة على مصبّ نهري أبي رقراق، وأمامها جامع من أكبر الجوامع التاريخيّة بالعالم، وتعدّ الصومعة جزءاً منه، وأبوابه مزيّنة بالرخام، والنحاس، والحجر المنحوت،  ويقع على أراضٍ مرتفعة عن البحر بحوالي ثلاثين متراً شمال شرق الرباط .


صومعة حسان
صومعة حسان 




السياحة


لا تكتمل زيارة الرباط بدون إطلالة على هذه الصومعة التي تظل شاهدة على تاريخ المملكة بجميع تجلياته، حيث تعد من أشهر المواقع الأثرية الإسلامية بمدينة الرباط والمملكة بشكل عام.

وبمرور الزمن، أصبحت الصومعة من أكثر الأماكن في المغرب جذبا للسياح، لروعتها وخصوصيتها التاريخية والحضارية المهمة.

كما يعد "مسجد حسان" من بين أكبر المساجد في العالم العربي والإسلامي، ويقع في مكان مطل على واجهة نهر "أبو رقراق."

وبمحاذاة المسجد، يوجد ضريح الملكين الراحلين محمد الخامس (1909- 1961)، والحسن الثاني (1929- 1999/ والد العاهل المغربي محمد السادس).


الذهب في صومعة حسان


يظن الكثير من الأشخاص أن هناك بعض الكنوز الذهبية في صومعة حسان، أو انها مصنوعة من الذهب الخالص، حيث أن هذه الصومعة تتكون من بعض المواد المتينة في البناء، ومن هذه المواد: “الحجر الرملي، والجص، والآجار”، وبعض المواد الأساسية، وفي الحقيقة أنها خالية من الذهب تماماً كما يعتقد البعض، حيث أن هذه الجميلة قيلت عن الصومعة عندما ضربها الزلزال في عام 1755م، حيث أدى هذا الزلزال الى سقوط جزء من أعمدة الصومعة، فقيلت جملة “صومعة حسان نصفها ذهب”، فاعتقد الكثير من الأشخاص عند سماعهم لهذه الجملة أن الصومعة نصفها مصنوع من الذهب، ولكن في الحقيقة أن كلمة ذهب هنا تعنى أنها تلاشى، وسقط، وليس المعنى الحرفي لكلمة ذهب، لهذا بقيت الكثير من المقولات التي يتداولها الناس أن هناك ذهب موجود في الصومعة، وهذا غير صحيح.



ليست هناك تعليقات